top of page

ذاكرة القلب و الذاكرة الخلوية


يعتبر القلب عضلة فريدة حيث يستطيع إرسال المعلومات الكهربائية إلى الدماغ بحوالي 400 مرة أكثر مما يرسله الدماغ إلى بقية الجسم، مما يعني أن قلبك يتواصل مع عقلك قبل أن يتواصل دماغك مع باقي جسدك. ولذلك يؤثر القلب على صحتنا فعندما يكون معدل ضربات القلب متغيرًا ، أي النبضات الإيقاعية والتوقفات بين ضربات القلب متوافقة، فيكون الجسم بصحة جيدة وعندما تتضاءل النبضات فإن وظيفة الجهاز العصبي الغير إرادي تتأثر سلبًا.

يقول المؤلفان ديفيد ماك آرثر و بروس جيم ماك آرثر في كتاب القلب الذكي "مع كل نبضة لا يدفع القلب دفقة من الدم فقط بل يبعث برسائل عصبية و ميكانيكية و كهرومغناطيسية إلى المخ محملة بالكثير من المعلومات فإذا كانت نبضات القلب في توافق عالٍ فسوف تصل هذه المعلومات إلى المخ..".

لدى القلب ذاكرة قلبية تحتفظ بالمعلومات، فلوحظ أن بعد زراعة القلب اكتسب بعض المتلقين خصائص شخصية المتبرعين.كما حدث مع Claire Sylvia بعد عملية نقل قلب ورئة حيث كتبت تجربتها في كتاب A Change of Heart وكيف مرت بتغييرات في ذوقها في الطعام وتغييرات سلوكية أخرى تتوافق مع المتبرع

الخلايا لها أيضًا ذاكرة من نوع آخر، وهذه الذاكرة تدوم -حتى لو نسي عقلك الواعي شيئًا ما ، يتذكر جسدك- هذه الذاكرة تؤثر على السلوك، ومن الأمثلة عليها: خوف شخص من ركوب السيارة بعد حادث سيارة. أو الخوف الذي يراه الآخرون على أنه غير منطقي ولا أساس له. يمكن تعريف هذه الذاكرة البيولوجية على أنها استجابة خلوية مستمرة لحافز عابر، ومن الطرق التي تكوّن بها الخلايا هذه الذاكرة هي من خلال حالات النسخ ، والتي تتضمن مجموعات من الجزيئات التي تنظم التعبير الجيني، ويمكن توريث هذه الحالة من خلال تكرار الحمض النووي وانقسام الخلايا. وبذلك يمكن لخلايانا أن تنتج ذاكرة دائمة للاستجابة البيولوجية بكل ما كنا عليه في الماضي وكل ما كان في هذه الحياة حتى يومنا هذا (ومن هنا جاء مصطلح الذاكرة الخلوية).

كان وايلدر بينفولد أول شخص يقدم لوسائل الإعلام فكرة تخزين جيناتنا لسجلات دائمة لماضينا ، وأن هذه الذكريات مخفية بعيدًا عن أذهاننا الواعية. أُجريت العديد من التجارب ولكن لا تزال الذاكرة الخلوية مثيرة للجدل نظرًا لأنها لا ترى أو تقاس..



 

المراجع:



٢١٥ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page