هل تسألنا يومًا في ماذا نلبس ويلبس أطفالنا ؟ وما آثر ما نلبس على البيئة والحياة؟
قامت إحدى مدونات الموضة الأمريكية في مدونتها بحملة شعارها :
Let's wear plants, not petrochemicals بمعنى دعونا نرتدي النباتات وليس البتروكيماويات، لمحاولة تغيير ما تم إفساده بيئيًا.
تسلل البوليستر إلى عالم الموضة.
اذهب إلى أي علامة تجارية للأزياء أو الملابس الموجودة في خزانتك والأرجح أن معظم الملابس ستكون على الأقل جزءًا من البوليستر. اجتاح هذا النسيج الاصطناعي الجديد العالم كالنار في الهشيم وسرعان ما اكتسب مكانته كواحد من أكثر الأقمشة استخدامًا في العالم.
منذ الاف السنين، كانت الملابس تُصنع باستخدام مواد طبيعية، ومع الثورة الصناعية وصيحات الموضة تم استبدال الألياف الطبيعية بالألياف الاصطناعية إلى حد كبير.
تبدو الألياف الاصطناعية (مثل البوليستر والاكريليك والنايلون) جذابة لعدة من الأسباب منها سعرها المنخفض وتوفرها وجمال شكلها. تلك الألياف من صنع الإنسان مشتقة من البترول، وهي ألياف غير قابلة للتحلل الحيوي وغير قابلة للتجديد وتؤدي إلى نفايات سامة.
يصف المصطلح "بوليستر" فئة من البوليمرات التي يتم إنتاجها عن طريق خلط جلايكول الإيثيلين (المشتق من البترول) وحمض التيريفثاليك. ويتم استخدام أكثر من 70 مليون برميل من النفط في صناعة البوليستر كل عام.
بغض النظر عن المصطلحات الكيميائية، فإن البوليستر هو بلاستيك شائع له مجموعة واسعة من التطبيقات التي تمتد إلى ما وراء صناعة الأزياء.
تحتل المرتبة الثالثة بعد البولي إيثيلين (عبوات وزجاجات المياه) والبولي بروبيلين (الحبال، والقرطاسية، وأوراق النقد الأسترالية) باعتبارها أكثر أنواع البلاستيك شيوعًا.
عندما يتحلل البوليستر، يمكن فقط تحويله إلى مواد بلاستيكية دقيقة تبقى غير قابلة للتحلل الحيوي.
تشير التقديرات إلى وجود 1.4 كوادريليون من الألياف الدقيقة البلاستيكية في المحيطات نتيجة لغسيل الملابس الاصطناعية!
من الصعب إعادة تدويرها، مما يعني أن قميص واحد من قماش البوليستر لن يتحلل لمدة 20 عامًا في أحسن الأحوال و200 عام في أسوأ الأحوال.
هل لاحظت من قبل كيف أن أقمشة البوليستر مقاومة للبقع؟
هذا لأنه يتطلب نوعًا خاصًا من الصبغة لتلوين البوليستر بنجاح. هذه الأصباغ، والمعروفة باسم الأصباغ المتفرقة، غير قابلة للذوبان في الماء. مثل البوليستر، فهي مكونة من بنية جزيئية معقدة لا تتحلل بسهولة.
تصعب معالجة المياه العادمة من مصانع النسيج التي تحتوي على بقايا الصبغة وعندما تدخل البيئة، تسبب سميتها مشاكل خطيرة على الحياة النباتية والحيوانية إضافة لخطورتها على الأنسان، العاملين في الصباغة هم الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان وأمراض الرئة مقارنة ببقية سكان العالم.
لا يفعل البوليستر شيئًا لتنظيم درجة حرارة جسمك أثناء النوم. ولهذا لا يجب أن يكون البوليستر في لحاف سريرك وأيضا المواد الاصطناعية غير قابلية للتهوية في النسيج وبالتالي ستشعرك دائمًا بالحرارة أو البرودة الشديدة. علاوة على ذلك، فإن معظم البوليستر "مقاوم للماء".
المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة هذه الملابس، فإن البوليستر ليس فقط صلبًا ولكنه قد يكون كارثيًا على البشرة الحساسة. يمكن أن تكون المواد الكيميائية خشنة على الجلد وتؤدي إلى الطفح الجلدي والحكة والاحمرار والأكزيما والتهاب الجلد خصوصا للبشرة الحساسة.
أكدت الأبحاث أن التآكل المفرط لأقمشة البوليستر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل سرطان الجلد والرئة والقلب وغيرها والتهابات الجهاز التنفسي المزمنة والشديدة.
وجد الباحثون أن البوليستر والأقمشة الاصطناعية الأخرى يمكن أن تقلل من عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال. عند ارتدائها بجانب الجلد، في الواقع، لقد ثبت أن الإمكانات الكهروستاتيكية الناتجة عن البوليستر تقلل من عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال الذين يرتدون ملابس داخلية من البوليستر.
البوليستر لا يدوم طويلًا علاوة على جميع السلبيات الأخرى لاستخدام البوليستر، فإنه لا يتمتع بعمر افتراضي طويل، بعد ارتداء الملابس المصنوعة من البوليستر عدة مرات قليلة، ستجد أن ما تلبسه قد بدأ يتلاشى بل وقد بدأ في التمزق.
أن المنتجات الاصطناعية قد تكون رخيصة الثمن للشراء، إلا أن هناك سلبيات خفية على بيئتنا وصحتنا والأجيال القادمة!
Comments